خائن أمانة

خائن أمانة

التاريخ: 23/9/2013

المكان: كَوْسَر نگر – بنگلور – كارناتاكا

كنت ساستقل القطار المتوجه إلى بلـﮕـام في ولاية كارناتاكا وبصحبتي شخص نشيط في خدمة الإرشاد والطريقة اسمه جلال كنت قد أعطيته إجازة الإرشاد قبل عام. كان جلال قد باع بيتاً واستلم المبلغ بالكامل، وجاءني قبل السفر شاكياً، حيث كان قد أسكن في هذا البيت شخصاً أعمى على أنه حارس لكن هذا الرجل يرفض الآن ترك الدار إلّا أن يعطيه ما يعادل خمسة آلاف دولار. كان جلال حزيناً ولا يدري ما يصنع، فقلت له بـأن يشتكي على الرجل، ولكنه أجاب بأنه لا يستطيع لأن بينهما عقد سكن مزيف، وهذا شائع في الهند، فاذا أخذ الرجل العقد إلى الجهات الحكومية فإنها ستغرمه نفس المبلغ الذي يطلبه الرجل الأعمى.

فحزنت لحزن جلال وطلبت منه أن يتركني مع شيخي، وبقي معي خليفة عبد البشير وابنه محمد ذاكر. فوقفت أمام صورة حضرة الشيخ وقلت له:

قربان، إنني أحب هذا الرجل لأنه يشتغل للطريقة. إنني مسافر غدا للإرشاد وأريد أن يخرج الرجل الأعمى من الدار قبل أن أعود من سفري. قربان، لا تخزيني مع الرجال.

ثم قبّلت الأرض تحت صورة قدم حضرة الشيخ وأهديت الفاتحة إلى المشايخ. بعد حوالي ساعتين حين كنا في القطار اتَّصَل الرجل الأعمى بزوجة خليفة جلال التي كانت ترافقنا للإرشاد. بعد أن أخبرت زوجها بنص المكالمة جاءني خليفة جلال وهو يبكي من الفرح لأن الرجل الأعمى قد قرر ترك الدار بعد أن رأى مناما أرعبه.

بعد أربعة أيام عدنا من جولة الإرشاد فطلبت من الخلفاء دعوة الرجل الأعمى. حين قابلته أخبرني بأنه درويش كسنزاني ولكنه غير ملتزم ولا يصلّي. طلبت منه أن يخبرني عن سبب قراره بتسليم البيت إلى جلال، فقال:

شعرت بالتعب وصداع بعد وقت صلاة العشاء فذهبت إلى النوم رغم أنني لا أنام في مثل هذ الوقت المبكّر. ما أن غفيت حتى سمعت صوت أقدام وكأنها حديد يمشى على حديد ففزعت. ثم ظهر رجل وقال: «أعِد البيت إلى جلال وإلّا سأسحب روحك الآن. هل تعرف من أنا؟»، لم أكن قادرا على أن أنطق حرفا ولكني سألته في قلبي عن هويّته، فقال: «أنا الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان». ثم ضربني على صدري بحيث لم أعد أستطيع التنفس، ولو لم أفتح عيني لمت. لذلك فإني أريد أن أترك البيت.

فطلبت منه أن يعطيني عقد الإيجار ويأخذ حاجياته من البيت، كما أعطيته أحد عشر ألف روبية هدية.

جميع الحقوق محفوظة © 2016 كسنزان وي

Print Friendly, PDF & Email
Share
Share