رسول لا يناله المطر
رسول لا يناله المطر
التاريخ: 5/11/2012
المكان: على الشارع الرئيسي بين تاميل نادو وكارناتاكا
في طريق عودتي من هذه القرية حيث أعطيت الطريقة إلى إثنين وعشرين شخص تعطّلت السيارة. كان الجو ممطراً بغزارة فأضطررت إلى البقاء في السيارة لا أستطيع مغادرتها، ولكني علمت أن هذه إشارة من المشايخ فبقيت جالساً مع السائق لمدة ساعتين متواصلتين. بعد حين طرق زجاج السيارة رجل من الفقراء.[1] بدا في أواخر الخمسينات وكانت لديه لحية خفيفة منتشرة، لكن لم يكن شكله متميزاً. ألقى الفقير السلام بالعربية: «السلام عليكم»، ففتحت زجاجة النافذة ورددت السلام. ثم مد يده فأعطيته خمسمائة روبية. وفاجأني بالسؤال: «كم تريد مكانها؟»، قلت: «أنت أكرمني». قال: «إن شاء اللَّه ستكتمل اليوم». قلت: «ما هي؟»، قال: «ستكتمل»، ومشى. لاحظت في تلك اللحظة بأن ملابسه كانت جافّة تماما رغم غزارة المطر، فترجّلت من السيارة وركضت وراءه. فأمسكت به وقلت: «بالله عليك ما هي التي ستكتمل اليوم؟»، قال: «مشكلتك التي قدمت لأجل حلّها»، ثم صنع إشارة مستطيل. قلت: «من أنت، أسألك بالله؟»، قال: «هو يعرفني». قلت: «من يعرفك؟»، قال: «هو» وتركني. كان جسدي قد أبتلَّ بالكامل بينما لم تقع على الرجل قطرة مطر واحدة.
حين سألت حضرة الشيخ لاحقاً عن هوية الفقير أجابني بأنهم، أي المشايخ، يعرفوه وأن لا أشغل بالي بهويته.
عند عودتي إلى أرض التكية قدم إلي أصحاب الأرض وقالوا بأنني يجب أن أسجّل الأرض الآن وإلّا سأفقدها، لأن صاحبها الاصلي سيرفع سعرها غدا، حيث أن هذا قانون الهند. فذهبت مع الخلفاء وسجّلت الأرض ذلك اليوم. علماً بأن أرض التكية هي مستطيلة الشكل، كالإشارة التي صنعها ذلك الرجل.
[1] الفقير في الهند هو إما درويش من طرق أخرى يستعطي الناس أو زاهد هندوسي جوّال.
جميع الحقوق محفوظة © 2016 كسنزان وي