مرسال من رسول الله ﷺ

مرسال من رسول الله ﷺ

التاريخ: 2/11/2012

المكان: كَوْسَر نگر – بنگلور – كارناتاكا

إن سكني عبارة عن غرفة نوم وغرفة جلوس وحمام، مبني فوق سطح أحد البيوت، والسطح يطل على الطابق السفلي وشارع جانبي وعلى يمينه ويساره شارعين رئيسيين. سمعت في الساعة العاشرة وخمسين دقيقة صباحا صوتاً جميلاً جداً ينادي باللهجة العراقية: «رغبة للبيع! شهوة للبيع! نفس للبيع! هوى للبيع!». فظننت أن أحد الهنود الذين تعلموا العربية نتيجة العمل في السعودية أو أحد بلدان الخليج يريد ملاطفتي. فسارعت لأرى الذي يكلمني  بالعربية في الهند، ولكن لم أجد أحداً على السطح. ثم نظرت إلى الشارع الجانبي فتفاجأت بأنه كان خالياً تماماً من الباعة والناس، رغم أنه عادة يعجُّ بهم في مثل هذا الوقت من الصباح. ففكرت باحتمال أن يكون السبب وجود بعض الحفريات التي منعت عربات التجار من المجيء وبالتالي لم يأتِ أحد من الناس. لكن حين دقّقت النظر لم أجد أية حفريات. وإضافة إلى هذا لاحظت بأن الشارعين الرئيسيين كانا مزدحمين كما هو شأنهما في ذلك الوقت من النهار، بينما كان شارعنا الجانبي خالياً وكأنه قد هُجِرَ منذ عشرين سنة، وكأن ما كان يحدث قد هَيْمَنَ على المكان.

وحين كنت على وشك العودة إلى غرفتي إذا بنفس الصوت ينادي: «هنا، هنا»، وكان الصوت يأتي من شجرة كبيرة عالية تطلُّ على البيت، فحين رفعت رأسي رأيت على الشجرة، على بعد متر ونصف أو مترين، طائراً بحجم طائر الحَجَل يخلب القلب بجماله. كان لون الطير أخضر رائع، ولكن ليس الأخضر المألوف، وكان لون جناحيه أزرق، وقمة رأسه لونها أخضر غامق فسفوري، وكان لون منقاره ورجليه برتقالي. يرى المرء في الرؤية أحياناً لوناً يشبه أحد الألوان المألوفة ولكنه لا يشبهه تماماً. فأنبهرت وتساءلت في نفسي إن كان يمكن للصوت أن يأتي فعلا من ذلك الطير، بينما كان الطير ساكتاً، ساكناً سكوناً رهيباً. فأحنى الطائر رأسه ببطئ حتى أصبح منقاره في إتجاهي مباشرة وهزّ رأسه يميناً ويساراً بعلامة النفي وقال: «لن نتركك»، ثم طار بإتجاه القبلة. فلم تعد رجلاي قادرتان على أن تحملاني فسقطت على الأرض وفقدت الوعي. بعد أن استفقت سجدت شكراً لله.

في الليل اتَّصَل حضرة الشيخ عن طريق خادمه وسأل عما إذا كان قد حصل لي أي أمر في ذلك اليوم. فأجبت بحدوث شيء غريب جداً، ولما سأل عما هو، بدأت بإخبار الخادم الذي كان ينقل القول إلى حضرة الشيخ. وما أن بدأ الخادم بالقول لحضرتهم بأنني شاهدت طيراً وقبل أن يكمل الوصف قاطعه حضرة الشيخ قائِلاً: «إن هذا مرسال من رسول الله ﷺ أرسله إليه ليثبّت به فؤاده».

جميع الحقوق محفوظة © 2016 كسنزان وي

Print Friendly, PDF & Email
Share
Share