نيابة الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان عن الرسول ﷺ

نيابة الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان عن الرسول ﷺ

التاريخ: 10/10/2012

المكان: ساريپاليا – بنگلور – كارناتاكا

تعطلت سيارة أمام باب أرض التكية فترجّل منها ثلاثة رجال أخذوا ينظرون إلى علم التكية وأنا أنظر إليهم. علمت فيما بعد بأن أحدهم رجل أعمال، والآخر مهندس، والثالث بروفسور في التصوف اسمه حيدر علي. حين دخلوا سألوا عن المكان، فأخبرتهم بأنها تكية للطريقة العَلِيّة القادِريّة الكَسْنَزانِيّة، التي أستاذها الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان الحسيني (قدس الله سره)، غوث هذا الزمان.

قلت للبروفسور بأنني أود أن أسأله سؤالا: «هل علمك أم علمنا هو الذي أتى بك إلينا؟»، فطلب البروفسور إعادة السؤال فقلت له: «هل علمك أم علمنا، الذي نأخذه من العليم العلام، هو الذي أتى بك إلينا؟»، قال البروفسور بأنه لم يفهم السؤال. فطلبت منه أن يجلس بجانبي، وكانت يده اليسرى مُجبَّرة بعد كسر. قلت له بأنني أحب أن أعطيهم البيعة، فسأل عن البيعة، فتحدثت عنها وضرورة أخذ البيعة على يد شيخ كامل وأخذت بشرح صفات الشيخ الكامل له. فكان للكلام وقع على قلبه فقال بأنه يريد أن يأخذ الطريقة. فأخبرتهم بأن سيارتهم ستعمل بعد أن يأخذوا الطريقة. فقال: «لنرى إن كان ما تقول صحيحاً»، فأخذوا البيعة.

بعد أخذهم للطريقة سأل البروفسور إن كانت السيارة ستعمل الآن، فأجبت بالإيجاب لأن عالم الغيب والشهادة قد استوفى منهم ما أراده من خير لهم. فأرادوا أن يفتحوا غطاء المحرك لتفحّصه، ولكني قلت لهم بأن لا يفعلوا لأنني قد تعهّدت لهم بأن تعمل السيارة. فطلبت منهم بأن يركبوا في السيارة ويغلقوا الأبواب ويديروا المحرك. فقال البروفسور: «دعنا نتأكّد»، ولكني أصررت: «لا داعي للتأكد. إذا لم تعمل السيارة فإني كذّاب». ففعلوا كما طلبت منهم وفعلا اشتغلت السيارة. ففرح البروفسور وترجّل وقبّل يدي وقدمي وأهدى خمسة آلاف روبية إلى التكية. وقال مندهشاً: «كيف حدث هذا؟»، فقلت له: «هذه هي الطريقة الكَسْنَزانِيّة». قال بأننا سنبقى على اتِّصال حيث أن بيته قريب من التكية.

جاء البروفسور في اليوم التالي ومعه خمسة أو ستة أشخاص، وسجد بباب التكية، ثم دخل. قدّم الزوار معه على أنهم أصدقائه، ثم استطرد قائِلاً بأنه يريد أن يروي ما حصل له في اليوم السابق. ظننت بأن البروفسور أراد أن يقص على أصحابه حادثة تشغيل السيارة، لكنني تفاجأت تماماً بما قاله:

يا خليفة، بعد أن تركتكم يوم أمس وقع في قلبي شك. أنا بروفسور في التصوف، فكيف يقول لي هذا الشخص بأنه يعلمني ويعطيني طريقة…الخ، فأصبح في قلبي غيرة. حين وصلت البيت كنت تعباً فنمت. رأيت في نومي نفس مكان التكية هذا وكنت أنت جالساً في نفس موضعك وبنفس الطريقة. أخذت بالاقتراب تدريجياً منك فإذا بي أتفاجأ بأن الوجه ليس بوجهك ولكن لشخص أكبر سنا منك. ثم نادي علي الشخص، فجلست بجانبه، فأخذ يحدّثني بمثل ما حدّثتني به. فخطر بقلبي خاطر، فقلت لمحدّثي: «يا سيدي، لقد سمعت كلامك هذا يوم أمس من شخص جالس هنا كان يلبس مثل لباسك والخرقة الخضراء، ولكن وجهه يختلف». فأجاب الشخص: «نعم، ذلك خليفة الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان، وأنا خليفة رسول الله علي بن أبي طالب. لأنك وضعت يدك بيد وكيل الشيخ محمد فقد وضعت يدك بيدنا».

فبدأ البروفسور بالبكاء، وأصاب بعض أصحابه حالة من الخشوع، كما بكى أحدهم. ثم استطرد البروفسور قائِلاً بأن الإمام علي بن أبي طالب أضاف قائِلاً:

نحن آل بيت النبوة. لا يحق لأحد على هذه الأرض أو في الكون أن يتحدّث باسمنا إلّا وريثنا شيخ محمد عبد الكريم الكَسْنَزان.

فأبهرني بهذا الكلام. ثم قال بأنه يريد لأصدقائه الذين جاءوا معه أن يأخذوا البيعة ويحصلوا على الخير الذي ذاقه هو.

في نفس اليوم اتَّصَلتُ هاتفياً بالخليفة خادم حضرة  الشيخ لأخبره بهذه الكرامة. فإذ به يخبرني بأن حضرة شيخ محمد قال في الليلة السابقة بأنه لا يحق لأحد أن يتحدّث باسم آل البيت سوى شيخ محمد المحمد الكَسْنَزان.

جميع الحقوق محفوظة © 2016 كسنزان وي

Print Friendly, PDF & Email
Share
Share