مقدّمة
مقدّمة
يجمع هذا الكتاب شيئاً يسيراً جداً من خوارق العادات التي أنعم بها الله على مشايخ الطريقة العَلِيّة القادِريّة الكَسْنَزانِيّة وأستاذها الحاضر السيد الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان الحسيني، رئيس الطريقة الكَسْنَزانِيّة في العالم. وهذه المجموعة المُختارة من الكرامات شهدها وكيل الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان في الهند أو جرت على يده أثناء جولاته الإرشادية في ذلك البلد خلال الفترة 2011-2015. فحين يرسل حضرة الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان أحد خلفائه للدعوة إلى الله فإنه يبلغه بإن بركة مشايخ الطريقة، التي هي إمتداد لبركة الرسول ﷺ، سترافقه وتُأيّده على شكل كرامات تبيّن للناس صدق دعوة الإرشاد وأن الطريقة الكَسْنَزانِيّة هي فعلا اتِّصال روحي بالرسول ﷺ.
لقد جمعتُ خمسةً وخمسين تقريراً عن كرامات، ولكن بعض هذه التقارير يتضمن أكثر من كرامة. فعلى سبيل المثال، هنالك تقرير عن شِفاء أكثر من مئتي مريض بحُمّى الضَّنَك[1]. كما أن الكثير من هذه الكرامات تتضمن كلٌ منها أكثر من فعل خارق. فعلى سبيل المثال، هنالك كرامة شفاء مريض بحُمّى الضَّنَك بشربه لماء قرأ عليه الخليفة دعاءً خاصاً أجازه به حضرة الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان. ولكن الخليفة كان في مدينة السليمانية في العراق حين قرأ الدعاء بينما كان قدح الماء في مدينة كَوْسَر نگر في بنگلور في الهند، والمسافة بين المدينتين هي أكثر من أربعة آلاف كيلومتر. والفعل الخارق الثالث في هذه الكرامة هو بدء الماء بالغليان حين بدأ الخليفة بقراءة الدعاء.
كما أن من الكرامات ما هي بسيطة في تفاصيلها، رغم أنها تبقى خارقة في طبيعتها طبعاً، كشِفاء مريضٍ من بعد أخذه لبيعة الطريقة. ولكن منها كرامات تتكوّن كلٌ منها من تفاصيلٍ طويلة ومعقدة تنجلي تدريجياً على مرور أسابيع، مثل كرامة استلام الخليفة في المنام لرسائل تلفونية تأمره بالذهاب إلى مكان لا يعرفه.
لقد صنّفتُ الكرامات إلى مجاميع مختلفة وفقاً لوجه الإعجاز الرئيسي فيها، ووضعتُ كل مجموعة في فصلٍ خاصٍ بها. فمثلاً خصَّصتُ فصلاً لكل الكرامات التي تتضمن شفاءً خارقاً للأمراض. ولم أذكر أية كرامة في أكثر من مجموعة حتى إذا أحتوت على أكثر من وجه إعجاز تجنّباً للتكرار. ولتسهيل الإشارة إلى أية كرامة على وجه التحديد وضعتُ لكلٍ منها عنواناً يشير إلى الفعل الخارق للعادة الرئيسي الذي تتضمنه.
إن الراوي في كل كرامة هو الخليفة الذي شهدها. وقُمتُ بإعداد هذه النصوص وتحريرها وتنقيحها بناءً على اليوميات التي دوّنها الخليفة في الهند بالإضافة إلى مقابلاتٍ لاحقة معه هاتفية ووجهاً لوجه للإستفسار عن بعض التفاصيل. كما أجريتُ مقابلاتٍ هاتفية مع بعض شهود عددٍ من هذه الكرامات. ومما يجدر ذكره هو أن الخليفة على اتِّصال يومي بحضرة الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان ليبلغه بتفاصيل الإرشاد، وحين تحدث كرامة ما فأنه يذكرها لحضرة الشيخ في حينها، ولذلك هنالك تعليقات لحضرة الشيخ على بعض هذه الكرامات.
ولكي يكون توثيق كل الكرامات متناسقاً فقد ذكرتُ تاريخ حدوث كل كرامة ومكانها قبل ذكر تفاصليها. في معظم الحالات ذكرتُ اليوم والشهر والسنة، لأن هذه التواريخ مُدوَّنة في يوميات الخليفة. لكن هنالك بعض الكرامات التي لم أذكر تاريخها بالضبط، عادةً لأنه غير مُحَدَّد في اليوميات، وأحياناً لأن المصدر الوحيد لتفاصيل هذه الكرامات هو مقابلات مع الخليفة تمت بعد وقت طويلٍ نسبياً من وقوعها. وعند ذكر المكان، حاولتُ قدر الإمكان ذكر اسم المدينة والولاية. ولكن هنالك كرامات لم أستطع تحديد مكان حدوثها بالضبط لأنها وقعت في قرى صغيرة لم ترد أسمائها في يوميات الخليفة المدوّنة لأنها غير معروفة أو لم يستطع الخليفة تذكّرها.
لقد قام الخليفة أيضا بتوثيق بعض هذه الكرامات بالصور والأفلام. فهنالك مثلاً صوراً للأشخاص الذين حدثت لهم هذه الكرامات. كما سجّل الخليفة في بعض الحالات أفلاماً يتحدث فيها شخوص الكرامات عما حدث لهم.
كما أضفتُ هوامشاً للتعريف بمصطلحاتٍ ومفاهيمٍ قد تكون غير مألوفة لدى بعض القراء.
[1] حُمّى الضَّنَك أو الدينـﮕـي، الذي هو اسمها الأنكليزي، هي مرض فايروسي ينتقل عن طريق نوع معين من البعوض وينتشر في المناطق المدارية وشبه المدارية، بما فيها الهند. من أعراضها الحمى والصداع وآلام المفاصل والطفح الجلدي. وفي حالات قليلة تتطوّر إلى ما تُعرَف بحُمّى «الضَّنَك النزفية» التي يمُكن أن تؤدي إلى الوفاة. لقد أشرنا إلى جميع الحالات التي يذكرها هذا الكتاب بحمى «الضَّنَك» من غير محاولة تمييز حالات «الضَّنَك النزفية» لأن الخليفة لم يكن يدقّق التقرير الطبي للمريض قبل علاجه، ولكن أعراض الكثير من المرضى أشارت إلى تفاقم المرض.
جميع الحقوق محفوظة © 2016 كسنزان وي