مأمور الطريقة

مأمور الطريقة

التاريخ: 7/12/2012

المكان: قريتان قرب  كاڤيريپاتّنام – كريشناگيري – تاميل نادو

تسكن هذه القرية الصغيرة غالبية هندوسية وأقلّية مسلمة عندها مسجد، فبدأت بإرشاد خليط من المسلمين والهندوس وأعطيت بيعة إلى واحد وعشرين شخصا. ثم ذهبت إلى قرية مجاورة لها نفس الصفات وليس فيها مسجد لكن فيها مسلمين يأتون إلى القرية القريبة ليصلّوا فيها الصلوات الخمس وأعطيت في هذه القرية البيعة إلى سبعة عشر شخص.

قبل مغادرتي القرية قدم علي أربعة رجال سلفيون ومعهم رجل خامس كان يرتدي مثلهم لباساً أبيضاً وغطاء رأس ولكن تميّز عنهم بوجهه المشرق. فنهضت إحتراماً للمصحف الذي كان يحملهم أحدهم وقام كل من كان معي. إن الوقوف إحتراماً للمصحف هو مما تعلّمت من أستاذي حضرة الشيخ محمد المحمد الكَسْنَزان. بعد أن جلسوا قال حامل القرآن: «أين ما جئت به في كتاب الله؟»، قلت: «وبماذا جئتُ؟»، قال: «الطريقة والأوراد». قلت:

يا أخي افتح سورة الجن وستجد ذكر الطريقة في قوله تعالى: ﴿وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا﴾ (الجن/16).

ثم سألته: «ما هي الطريقة هنا؟»، قال: «لا اعرف»، فقلت: «هو ما جاء به حضرة الرسول الكريم من العبادات والأوامر والنواهي». فذُهِلَ من الجواب وغضب مني جداً، وفجأة رأيت الرجل ذا الوجه المشرق الذي قدم معهم يعضَّ شفته ويومأ لي، وكأنه يطلب مني أن أبقى هادئاً ولا أقابل الغضب بمثله. ثم عرضت عليهم أخذ البيعة، فقالوا: «لقد نهانا الشيخ إمام المسجد عن أخذ البيعة». فجادلتهم قائِلاً: «آيات الذكر في القرآن كثيرة فاقرأوها وتعلموا كيف تتقربون إلى اللَّه بذكره سبحانه وتعالى»، فانصرفوا.

لكن العجيب في الأمر هو أنهم عند انصرافهم كانوا أربعة أشخاص إذ لم يكن الشخص الجميل الطلعة موجوداً عند إنتهاء الحوار. فسألت الأخوة الذين كانوا معي عن عدد النفر الذين قدموا، فقالوا أربعة، فأدركت بإنني الوحيد الذي رأى الرجل الخامس. عندما أخبرت حضرة الشيخ قدس الله سره العزيز فَسّر قائِلاً: «هذا مأمور الطريقة».

جميع الحقوق محفوظة © 2016 كسنزان وي

Print Friendly, PDF & Email
Share
Share